الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يغفر لهذه المرأة وأن يرحمها رحمة واسعة. وأن يتولى أمر وليدها وأن يلهم أهلها الصبر والرشاد.
وأما تفصيل جواب كل ما سألت عنه، فلا يمكننا القيام به؛ لأن ذلك يتطلب معرفة تفاصيل لم تذكر في السؤال، كحال هذه المرأة هل وصل إلى فقد العقل أم لا؟ والذي يسعنا بيانه يمكن إجماله في الآتي:
1 ـ المرض النفسي ليس رافعا للتكليف عن صاحبه مطلقا، بل تعامل كل حالة بحسبها، فإذا بلغ المرض أن يسلب الإنسان اختياره أو يختل به عقله، كان رافعا للتكليف، ويكون حكمه حينئذ حكم الجنون، وراجعي في ذلك الفتويين التالية أرقامهما: 290143، 67052.
2 ـ المكلف المنتحر رغم اقترافه لكبيرة شنيعة، إلا أنه ليس بكافر، بل يموت موحدا وتجري عليه أحكام المسلمين، فيصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين، ويشرع الدعاء له والاستغفار، وراجعي في ذلك الفتويين التالية أرقامهما: 12658، 48774.
3 ـ المجنون ومن في حكمه من المحجور عليهم، يجب على أوليائه حفظه ورعايته، ولا يجوز لهم أن يخلوا بينه وبين ما يضره، جاء في (الموسوعة الفقهية): نص الفقهاء على أنه يلزم على ولي المجنون والمجنونة تدبير شئونه ورعاية أموره بما فيه حظ المجنون، وبما يحقق مصلحته، فينفق عليه في كل حوائجه من ماله بالمعروف، ويداويه ويرعى صحته، ويقيده ويحجزه عن أن ينال الناس بالأذى أو ينالوه به إن خيف ذلك منه، صونا له، وحفظا للمجتمع من ضرره. اهـ.
ثم إنه يمكنك لمزيد الفائدة والإيضاح مراسلة قسم الاستشارات عندنا .
والله أعلم.