الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما تجده مجرد وساوس عليك الصد عنها والإعراض؛ لئلا تفسد عليك حياتك، فهي من الشيطان، وهذا ما أرشدناك إليه من قبل، لقول ابن حجر الهيتمي عن داء الوسوسة: له دواء نافع وهو الإعراض عنها جملة كافية، وإن كان في النفس من التردد ما كان، فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت، بل يذهب بعد زمن قليل، وأما من أصغى إليها وعمل بقضيتها فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين ... انتهى.
وحتى لو كانت الفتوى خاطئة فإنك لا تأثم، ولا يأثم المفتي لاجتهاده فهو معذور إن لم يقصر في الاجتهاد، فإن قصر كان الإثم عليه لا على المستفتي؛ قال القاري في (مرقاة المفاتيح): يعني: كل جاهل سأل عالمًا عن مسألة فأفتاه العالم بجواب باطل، فعمل السائل بها، ولم يعلم بطلانه، فإثمه على المفتي إن قصر في اجتهاده. اهـ.
فدع عنك الوساوس، ولا تسترسل معها حتى تنجو من شرها وعواقبها الوخيمة.
والله أعلم.