الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلنبدأ معك بهذا الغضب والذي هو من الشيطان ومكره وكيده للإنسان ليسهل بعده قياده إلى ما يحب، ومن أهم ما يحبه التفريق بين المرء وزوجه، ففي حديث جابر ـ رضي الله عنه ـ قال قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:«إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا، فيقول ما صنعت شيئا، قال ثم يجىء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته ـ قال ـ فيدنيه منه ويقول نعم أنت». وللأهمية نرجو أن تراجع فتوانا رقم: 8038، ففيها النصوص الدالة على التحذير من الغضب وسبل علاجه، فلتكن صاحب همة وعزيمة قوية تسلم من شر الشيطان.
وتطاول الزوجة على زوجها أمر منكر، وعلامة على نشوزها، والنشوز جاء الشرع بكيفية علاجه أيضا في خطوات حكيمة مبينة في الفتوى رقم: 1103، فراجعها.
وقولك لأم زوجتك: "راح أطلق ابنتك " وعد بالطلاق، فلا يقع به الطلاق، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الوعد بالطلاق لا يقع ولو كثرت ألفاظه، ولا يجب الوفاء بهذا الوعد ولا يستحب. اهـ.
وقولك لأمك: "طلقت زوجتي"، إن كان على الإنشاء وقع الطلاق.
وإن كان على سبيل الإخبار، فهو كذب لأنك لم تطلقها، وهذا محل خلاف، والراجح أنه لا يقع به طلاق كما أوضحنا في الفتوى رقم: 23014.
والله أعلم.