الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالتظاهر بالدخول في الإسلام لأغراض معينة، أمر وارد، بل ويحدث كثيرا، ويكون مصير الزواج الفشل، وقد تحدث الردة، وتتمكن المرأة من الحصول على حضانة الأولاد، فتفسد عليهم دينهم وأخلاقهم، ومن هنا نبهنا كثيرا على عدم التعجل إلى الزواج من المرأة التي تدخل في الإسلام حديثا، حتى يتبين حسن إسلامها، وصدقها في الالتزام بشعائر الدين، وراجع الفتوى رقم: 54607، والفتوى رقم: 17836.
ولو أنها أظهرت إسلامها، والتزمت بالشعائر، وتزوجتها، وارتدت بعده، فلا يلحقك تبِعةُ ذلك؛ وكذلك الحال فيما إذا أثرت على الأولاد، وربتهم على الكفر، بشرط أن تكون قد بذلت الوسع في الحيلولة دون حضانتها لهم، وتأثيرها عليهم، والأصل هنا قول الله تعالى: وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {الأنعام:164}، ولكننا نؤكد على ما ذكرنا من خطورة التعجل إلى الزواج ممن هي حديثة عهد بالإسلام قبل تبين حالها. وهذا فيما يتعلق بالشق الأول من السؤال.
وأما الشق الثاني: فجوابه أنه لا يجوز لك بحال التواصل مع هذه المرأة؛ لأنها أجنبية عنك، فالواجب عليك التوبة، وقطع هذه العلاقة معها تماما إن أردت لنفسك النجاة، والفوز برضا الله عز وجل وتقواه، وليكن أمر دعوتها لمن تحسن ذلك من النساء، أو بدلالتها على أحد المراكز، أو المواقع الدعوية المختصة، وراجع الفتوى رقم: 4220، ورقم: 30003.
والله أعلم.