الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه الأمور التي ذكرتها عن زوجك ـ إن صحت ـ تدل على جفاء في الطبع، ولؤم، وبذاءة، وسوء عشرة، والله تعالى يقول: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}.
وفي الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء خيرا.
ومن أخطر الأمور ما ورد بسؤالك من أنه يتهمك في عرضك، وهذا منكر عظيم، فالأصل في الزوجة السلامة حتى يثبت العكس، وانظري الفتوى رقم: 104342.
فنوصيك بالصبر عليه، ودعاء الله عز وجل أن يذهب عنه العصبية والغضب، وأن يرشده إلى الصواب، وناصحيه بالحسنى، أو استعيني بمن يمكن أن ينصحه، ويرجى أن يقبل قوله، ولك الحق في طلب الطلاق للضرر، ولكن لا يخفى أن الطلاق قد لا يكون الأفضل دائما، فلا تقدمي عليه إلا إذا ترجحت مصلحته، قال ابن قدامة في المغني: فإنه ربما فسدت الحال بين الزوجين، فيصير بقاء النكاح مفسدة محضة، وضررًا مجردًا، بإلزام الزوج النفقة، والسكنى، وحبس المرأة مع سوء العشرة، والخصومة الدائمة من غير فائدة، فاقتضى ذلك شرع ما يزيل النكاح، لتزول المفسدة الحاصلة منه. اهـ.
وإذا حصل الفراق فقد يكون في ذلك خير لكل منكما، قال تعالى: وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا {النساء:130}.
قال القرطبي في تفسيره: أي: وإن لم يصطلحا، بل تفرقا، فليحسنا ظنهما بالله، فقد يقيّض للرجل امرأة تقر بها عينه وللمرأة من يوسع عليها. اهـ.
والله أعلم.