الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد حرم الإسلام أن يكون المسلم على علاقة مع امرأة أجنبية عنه منعًا للفتنة وأسبابها، وصيانة للمجتمع المسلم عن الرذيلة وانتشار الفواحش، فقد كانت المخادنة في الجاهلية فحرمها الإسلام وأبطلها؛ فقال تعالى: غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {المائدة:5}. قال ابن كثير في تفسيره: فكما شرط الإحصان في النساء -وهي العفة- عن الزنا، كذلك شرطها في الرجال، وهو أن يكون الرجل أيضًا محصنًا عفيفًا؛ ولهذا قال: {غَيْرَ مُسَافِحِينَ} وهم: الزناة الذين لا يرتدعون عن معصية، ولا يردون أنفسهم عمن جاءهم، {وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ} أي: ذوي العشيقات الذين لا يفعلون إلا معهن ... اهـ.
وقد أصبت حين قطعت علاقتك معها، ولكن لن يكون ذلك بمجرده توبة حتى تستوفي باقي شروطها، والتي قد بيناها في الفتوى رقم: 29785. ولا يلزمك أن تخبرها بالحقيقة أو أن تستسمحها فيما فعلت من خداعها، بل يكفي أن تدعو لها بخير، وانظر لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 18180.
والله أعلم.