الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على الاستقامة على طاعة الله، ونسأله سبحانه أن يرزقك المزيد، ويثبتك على الحق، ويزيدك هدى وصلاحا، ويحفظك، ويحفظ لك دينك.
وأقرب الطريق لوصول المحبوب إلى محبوبته هو الزواج، فبه تطفأ نار العشق في القلوب، روى ابن ماجة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
وإذا استطاع هذا الشاب أن يقنع أهله بالزواج منك، فهذا أمر طيب، وإن أصر أهله على الرفض -ولا سيما الوالدان- فيجب عليه طاعتهما، ما لم يخش على نفسه الضرر بترك الزواج منك، وراجعي الفتوى رقم: 93194.
وإن لم يقدر له الزواج منك، فاصرفي النظر عنه، ويجب عليك قطع كل علاقة لك به، ولا تتبعيه نفسك، وما يدريك أن تسعدي معه لو تم الزواج، ففوضي أمرك إلى الله، وتسلي بقوله سبحانه: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، وسليه أن يرزقك زوجا صالحا.
وقوله لك: أنت زوجتي بإذن الله، لا يترتب عليه شيء، فلا تكونين زوجة له بمجرد هذا القول، فللزواج شروط لا يصح إلا بها، أوضحناها في الفتوى رقم: 1766. ولا يلزم أن يتزوج كل منكما من الآخر، ولعلك فهمت اللزوم، ولذلك ذكرت خوفك أن الله تعالى لا يرضى عنكما.
ودعاؤك عند الكعبة لن يضيع سدى بإذن الله، ففي مسند أحمد عن أبي سعيد -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها.
والله أعلم.