الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يهدي والدك، وأخاك، وقد بينا بالفتوى رقم: 65659 أن الذي يسب الدين مرتد، كافر، خارج من الملة بإجماع أهل العلم، وتشمله أحكام الردة، إلا أن يرجع إلى الإسلام، ويتوب إلى الله تعالى، وبينا ما الواجب تجاهه، فكيف إذا جمع إلى ذلك سب الرسول صلى الله عليه وسلم، والطعن في الشريعة، وانظر في خطورة ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 123958، 78602 ، 156471. ولتمام الفائدة انظر الفتوى رقم: 102922.
وإذا صح ما نسبت لهذين الشخصين فهما على خطر عظيم، خاصة والدك الذي ذكرت عنه ما ذكرت من الإصرار، وعدم الاستجابة لدعوة الحق. والذي ننصحك به هو التحلي بالصبر، والحكمة، والمداومة على دعوتهما، والنصح لهما، وبيان خطورة ما يقع منهما، كل ذلك يكون بلطف ورفق، وحاول الاستعانة عليهما ببعض المصلحين من قرابتكم، وأصدقائكم، ولا تفتر عن الدعاء بالهداية والتوفيق.
وإذا قمت بواجب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر على الوجه المطلوب منك شرعا، فلن يلحقك شيء من إثم الآثمين، إن شاء الله؛ حيث إنك أديت ما عليك، ولا تزر وازرة وزر أخرى, وإن علمت أن الإنكار يزيد من أنكرت عليك طغيانا، وسبا، وطعنا، فالأولى ترك الإنكار؛ لما يؤدي إليه من مفاسد أشد.
هذا وننبه إلى أن حق الوالد في الصحبة بالمعروف، لا يسقطه الكفر، فما دونه من باب أولى، كما قال الله تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {لقمان:15}.
وللمزيد راجع الفتاوى التالية أرقامهما: 162893 // 134356 // 65179 // 112105، وكذلك إحالاتها.
والله أعلم.