الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزادك الله حرصا على الخير ورغبة فيه، وعليك أن تؤمن بقضاء الله وقدره وأنه تعالى كتب مقادير كل شيء قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، واجتهد في دعائه سبحانه أن يرزقك زوجة صالحة، وليس هناك دعاء معين تستعين به، ولكن ادع الله بما أحببت وسله تيسير أمرك، فإن الأمور كلها بيديه سبحانه وفي قبضته، واجتهد في جميع أنواع العبادات، فإن بفعل العبادات وترك المعاصي تتيسر الأمور وتزول الهموم وتحل المشكلات ـ بإذن الله ـ كما قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2ـ 3}. وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}.
وأكثر من الصيام خاصة، فإنه من أعون الأشياء على كبح جماح الشهوة، واجتهد في الخير ما أمكنك واسلك طرقه مستعينا بالله تعالى، فإن ذلك سبب ـ بإذن الله ـ في تيسير زواجك بصالحة تقر بها عينك، وما دمت تتعفف عن الحرام، فإن الله سيعفك بفضله ومنته، لأن الجزاء -كما ذكرت- من جنس العمل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ومن يستعفف يعفه الله. متفق عليه.
وما دمت طالبا للنكاح ملتمسا للاستعفاف، فإن الله تعالى سيعينك، فأحسن ظنك به وثق بحسن تدبيره، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم.. وذكر منهم: الناكح الذي يريد العفاف. رواه أحمد والنسائي والترمذي وحسنه.
نسأل الله أن ييسر لك الخير حيث كان.
والله أعلم.