الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالصلاة شرعت لجميع الأنبياء، قال الإمام محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَمِمَّا دَلَّ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ عَلَى تَعْظِيمِ قَدْرِ الصَّلَاةِ وَمُبَايَنَتِهَا لِسَائِرِ الْأَعْمَالِ إِيجَابُهُ إِيَّاهَا عَلَى أَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ، وَإِخْبَارُهُ عَنْ تَعْظِيمِهِمْ إِيَّاهَا...انتهى.
وذكر ذلك بالأدلة مفصلا، ثم قال: وَجَاءَ الْخَبَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ قَبْلَهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ لَمْ يَزَالُوا يُصَلُّونَ الْخَمْسَ الَّتِي صَلَّاهَا جِبْرِيلُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ....عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَّنِي جِبْرِيلُ عِنْدَ الْبَيْتِ مَرَّتَيْنِ ـ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: يَا مُحَمَّدُ، هَذَا وَقْتُكَ وَوَقْتُ النَّبِيِّينَ قَبْلَكَ. والحديث أخرجه أحمد، وصحح إسناده الشيخ: أحمد شاكر، وحسنه الأرناؤوط.
ولا نعلم صفة صلاتهم على سبيل التفصيل، وقد علمنا بعضها، فمنها: النهي عن الالتفات في الصلاة، كما في حديث يحيى بن زكريا ـ عليه السلام ـ وقد ذكرناه في الفتوى رقم: 99764.
واختصت صلاتنا بجواز فعلها في أي مكان، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة، فليصلِّ. متفق عليه.
وأما صفة التشهد والصلاة على النبي، وكثير من أمر صلاتهم: فهذا مما لا نعلمه، وراجع للفائدة الفتويين رقم: 94967، ورقم: 56147.
ولعل الإشكال أصابك من جهة قولنا في التشهد:... كما صليت على إبراهيم، وهذا لا يعني أن الأمم السابقة كانوا يصلون كصلاتنا، وإنما يفيد أن الله عز وجل قد صلى على إبراهيم عليه السلام، وآله، وانظر في معنى الصلاة على النبي الفتوى رقم: 130954.
وانظر للفائدة الفتوى رقم: 126371.
والله أعلم.