الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز للمسلم أن يدعو للكفار بالهداية سواء كان المدعو له واحداً أو أكثر، ويجوز التأمين على دعاء الكافر لنفسه بالهداية وللمؤمنين بالنصرة ونحوه؛ بل يجوز الدعاء للكافر الذمي بالشفاء والصحة كما نص على ذلك جمع من أهل العلم، وإنما الحرام الدعاء له بالمغفرة لقول الله تعالى: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ [التوبة:113].
وقال بعض الفقهاء يحرم الدعاء للكافر بالمغفرة إذا كان ميتاً أو حياً وأراد الداعي المغفرة له مع موته، وعلى هذا تدل الآية السابقة وأما إذا أراد بقوله ( اللهم اغفر له) إن أسلم أو أراد بالدعاء له بالمغفرة أن يحصل له سببها وهو الإسلام فلا حرج في ذلك، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 14165.
والله أعلم.