الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن رأى ورقة لا يعلم أن فيها اسم الله، ولا غلب على ظنّه ذلك فلا يلزمه رفعها، ولا التفتيش عمّا إذا كان فيها اسم الله، لما في ذلك من الحرج والمشقة المنفيين في الشريعة الإسلامية السَّمْحة؛ قال تعالى: مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ. {المائدة: 6}، وقال سبحانه: هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ. {الحج 78}.
وقد ذكر بعض أهل العلم أنه لا حل لمشكلة أوراق الصحف المبعثرة إلا بتجاهلها وغض البصر عنها مع نشر الوعي الإسلامي في المجتمع حتى يتعاون الجميع على احترام ما عظمته الشريعة، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 50107.
ويعلم من هذا أنه لا يكفر، بل لا يأثم إذا ترك الورقة المذكورة ولم يرفعها.
وبالنسبة للصوم: فلا أثر لما ذكر عليه إطلاقًا، فحتى لو فرضنا أن الشخص تكاسل عن رفع الورقة التي يعلم أن فيها اسم الله، فإنه يكون فعل أمرًا محرمًا، ولكن صومه لا يبطل، لأن الذنوب لا تؤثر على صحة الصوم، ومن باب أحرى إن كان لا يعلم أن فيها اسم الله. وانظر الفتوى رقم: 215131.
وأما أن الله يتقبل منه الصيام أو لا يتقبله: فهذا أمره إلى الله -عز وجل-، ولا اطلاع لنا عليه.
والله أعلم.