الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما عن تفسير الآيتين: فقد قال الشوكاني في فتح القدير: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا أي: سلوه المغفرة من ذنوبكم السابقة بإخلاص النية، إنه كان غفارا أي: كثير المغفرة للمذنبين، وقيل: معنى استغفروا: توبوا عن الكفر إنه كان غفارا للتائبين، يرسل السماء عليكم مدرارا أي: يرسل ماء السماء عليكم، ففيه إضمار، وقيل: المراد بالسماء المطر، كما في قول الشاعر: إذا نزل السماء بأرض قوم ... رعيناه وإن كانوا غضابا ـ والمدرار: الدرور، وهو التحلب بالمطر..... وفي هذه الآية دليل على أن الاستغفار من أعظم أسباب المطر وحصول أنواع الأرزاق، ولهذا قال: ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات يعني بساتين ويجعل لكم أنهارا جارية، قال عطاء: المعنى يكثر أموالكم وأولادكم، أعلمهم نوح عليه السلام أن إيمانهم بالله يجمع لهم مع الحظ الوافر في الآخرة الخصب والغنى في الدنيا. اهـ.
وقال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيره: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ـ أي ارجعوا إليه وارجعوا عما أنتم فيه وتوبوا إليه من قريب، فإنه من تاب إليه تاب عليه، ولو كانت ذنوبه مهما كانت في الكفر والشرك، ولهذا قال: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ـ أي: متواصلة الأمطار. اهـ.
ونكتفي بجواب سؤالك الأول، ونرحب بالثاني في رسالة أخرى، التزاما بنظام الموقع من أن على السائل الاكتفاء بكتابة سؤال واحد فقط، وأن السؤال المتضمن عدة أسئلة، يجاب السائل على الأول منها فحسب.
والله أعلم.