الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي منَّ عليك بنعمة الهداية والاستقامة، ونسأله سبحانه أن يستعملك في خدمة دينه، وحراسة شريعته.
وبخصوص سؤالك؛ فإننا نوصيك في هذه المرحلة بأن تشتغل بإصلاح نفسك، وبنائها علميًا وإيمانيًا، وأول الطريق في ذلك هو إتقان حفظ كتاب الله تعالى، وتعلم ما تصحُّ به عقيدتك، وعبادتك، ثم سلوك طريق طلب العلم على الجادة؛ بأن تلزم شيخًا ناصحًا، أو أن تلتحق بمعهد علمي تدرس فيه علوم الشريعة.
ولا تعارض بين هذا الاختيار، وبين الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر بحسب الاستطاعة؛ فإن اشتغالك بحفظ القرآن، لا يعوقك عن دعوة زملائك في الدراسة إلى شهود الصلاة مع الجماعة، أو نهيهم عمَّا يواقعونه من المعاصي كالغيبة، أو إطلاق البصر إلى المحرَّمات ونحو ذلك. ولا شك أن الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر من أعظم صور الدعوة إلى الله تعالى.
هذا وننصحك بقراءة كتاب: (التنازع والتوازن في حياة المسلم) للدكتور محمد موسى الشريف، وهو موجود على الإنترنت، وانظر الفتوى رقم: 197065.
والله أعلم.