الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما عن تفسير الآية: فقد قال الشيخ السعدي: إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ ـ لأن النفع عائد إليكم حتى في الدنيا، كما شهدتم من انتصاركم على أعدائكم: وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ـ أي فلأ نفسكم يعود الضرر، كما أراكم الله من تسليط الأعداء: فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ ـ أي المرة الأخرى التي تفسدون فيها في الأرض سلطنا علكيم الأعداء: لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ ـ بانتصارهم عليكم وسبيكم: وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ ـ والمراد بالمسجد مسجد بيت المقدس: وَلِيُتَبِّرُوا ـ أي يخربوا ويدمروا: مَا عَلَوْا ـ عليه: تَتْبِيراً ـ فيخربوا بيوتكم ومساجدكم وحروثكم. اهـ.
وأما التعبير عن المسجد بالمعبد: فلا حرج فيه إذا قصد المعنى اللغوي، لأن المعبد في اللغة هو مكان العبادة، ولكن الأولى ترجمة كلمة المسجد المعروفة، فقد قال ابن أبي العز في شرح العقيدة الطحاوية: والتعبير عن الحق بالألفاظ الشرعية النبوية الإلهية هو سبيل أهل السنة والجماعة. انتهى.
والله أعلم.