الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن قارف ذنبا وجب عليه أن يتوب منه توبة صادقة مستوفية شروطها والتي بيناها في الفتوى رقم: 5450.
فإن عاد إلى الذنب وجب عليه أن يتوب مرة أخرى، وهكذا فتكرر الذنب لا يمنع التوبة، ولا يدل على عدم صدق تلك التوبة، وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 57184.
فلا تقنطي من رحمة الله، فإن ذلك من أسباب الهلاك، قال تعالى: وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ {الحجر:56}.
وليس لهذا الذنب كفارة إلا التوبة، واحرصي على الإكثار من عمل الصالحات، وكون التائب من الذنب كمن لا ذنب له ـ قد ورد في حديث صحيح رواه ابن ماجة في سننه عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وإنك قد أُتيت من قبل تساهلك في خلوة هذا الرجل بك، فالخلوة مصيدة للشيطان يوقع العبد من طريقها فيما يسخط الله، ففي سنن النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولا يخلون أحدكم بامرأة، فإن الشيطان ثالثهما.
فالواجب عليك العزم والحزم، ولا تمكنيه من الخلوة بك، فالحل عندك إذاً لو أردت السلامة لنفسك والنجاة، فكيف سيكون حالك إذا قبض الله روحك وأنت على هذه المعصية قبل أن تتوبي؟! ويجب عليك تجنب التدرب عند هذا الطبيب اتقاء للفتنة، كما يلزمك قطع كل صلة به من نحو اتصال هاتفي وغيره، نسأل الله أن يحفظك من كل فتنة وبلية.
والله أعلم.