الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذه العبارة لا تعتبر كفرا ولا سبا للدين، ولا كفارة فيها إذا لم يقصد بها قائلها سب دين الله تعالى، لأن اليوم لا دين له، ولأن من قال لشخص أفسدت علي ديني لا يعتبر سابا للدين إن لم يقصد السب، فقد روى ابن الجوزي في المنتظم في تاريخ الملوك والأمم بسنده عن العتبي قال: دخل ابن عباس على عمرو بن العاص يعوده، فقال: كيف تجدك يا أبا عبد الله؟ قال: أجدني قد أفسدت ديني بدنياي، أصلحت من دنياي قليلا وأفسدت من آخرتي كثيرا، فوددت أن الذي أفسدت هو الذي أصلحت، وأن الذي أصلحت هو الذي أفسدت، ولو كان ينجيني ترك ما في يدي لتركته.... اهـ.
ولكنه يتعين على المسلم البعد عن مثل هذه العبارات، لئلا يجره الشيطان لسب الدين أو تنقصه الذي هو كفر، وعليه أن يحفظ لسانه إلا من خير، فإن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لمعاذ بن جبل: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قال بلى يا رسول الله، فأخذ بلسان نفسه وقال كف عليك هذا، قال يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟. رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح.
والله أعلم.