الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يشترط أن تخبر أمك بما وقع منك من تقصير، وإنما يكفيك أن تستحلها استحلالا عاما، بأن تطلب منها أن تسامحك، وترضى عنك، وإنما قلنا بأنه يكفيك الاستحلال العام؛ لأن والدتك والحال ما ذكر، ليس لها حق مادي عندك؛ فإن حق أمك في النفقة يسقط بمضي الزمن.
قال البهوتي: ومن ترك الإنفاق الواجب مدة، لم يلزمه عوضه. انتهى.
والحقوق المعنوية، يكتفى فيها بالاستحلال العام، وانظر الفتوى رقم: 236200.
واجتهد في بر أمك، والإحسان إليها، واحرص على تعويض ما فاتك من تقصير في حقها، واغتنم فرصة حياتها لنيل مرضاة الله تعالى؛ فإن الوالد أوسط أبواب الجنة، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم. رواه الترمذي وغيره، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.
والله أعلم.