الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن مشاعر الحب تجاه هذه المرأة، إن لم يكن لك كسب فيها، أي بغير قصد منك، ولم يترتب عليها الوقوع في شيء محرم، فلا مؤاخذة عليك فيها. وراجع الفتاوى أرقام: 4220، 19354، 63980.
وقد أحسنت باجتنابك لهذه المرأة مع حبك لها، فإن كنت راغبا في الزواج منها، وغلب على ظنك العدل، فأقدم على الزواج، فقد ثبت في سنن ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
وإن لم يتيسر لك ذلك، فاجتهد في صرف قلبك عن التفكير فيها؛ لئلا يتخذ الشيطان ذلك ذريعة لإيقاعك في الفتنة، فاستعن بربك في ذلك، فإن صدقت العزم صدقك، قال سبحانه: فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ {محمد:21}، وفي سنن النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن أحد أصحابه وقد مات شهيدا: صدق الله؛ فصدقه. وكان قد قال له قبل ذلك: إن تصدق الله يصدقك. ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 9360، ففيها بيان كيفية علاج العشق.
ولا ينبغي لهذه المرأة أن ترفض الزواج تعلقا بك، فإن هذا قد يقودها إلى الفتنة، إضافة إلى ما قد يفوتها من الخير بعدم الزواج، ففي الزواج مصالح عظيمة، فيها خير الدنيا والآخرة، وقد أوضحنا جملة منها في الفتوى رقم: 196003.
والله أعلم.