الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانيه, ثم إن صاحب السلس الذي يجب عليه الوضوء لكل صلاة بعد دخول وقتها هو من لا ينقطع خروج الحدث منه مدة تسع فعل الطهارة والصلاة. وأما من كان يخرج منه الودي بعد التبول، ثم ينقطع بعد ساعة, فليس مصابًا بالسلس. وانظر الفتوى رقم: 66710.
وبناء على ذلك؛ فلا يجزئك أن تصلي مع استمرار نزول الودي, بل يجب عليك أن تنتظر انقطاعه, ثم تتوضأ وتصلي؛ قال ابن قدامة في المغني في شأن المستحاضة وفي معناها من به كل سلس: وإن كانت لها عادة بانقطاعه زمنًا يتسع للطهارة والصلاة، لم تصل حال جريان الدم وتنتظر إمساكه، إلا أن تخشى خروج الوقت، فتتوضأ وتصلي. انتهى. وقد بيّنّا الضابط الذي يعرف به المرء إن كان مصابًا بالسلس أو لا، في الفتوى رقم: 119395.
وبخصوص الجمع بين الصلاتين المشتركتين في الوقت كالظهر مع العصر, أو المغرب مع العشاء, لمجرد موعد مع شخص معين: فهذا لا يجوز، لكن إذا ترتب على فوات ذلك الموعد ضرر في معيشة تحتاجها مثلًا, فيجوز لك الجمع عند بعض أهل العلم؛ جاء في دقائق أولي النهى لشرح المنتهى المعروف بشرح منتهى الإرادات للبهوتي الحنبلي متحدثًا عن أسباب الجمع: (أو شغل يبيح ترك جمعة وجماعة) كمن يخاف بتركه ضررًا في معيشة يحتاجها فيباح الجمع، لما تقدم بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء. انتهى.
ولمزيد الفائدة عن أسباب الجمع بين الصلاتين راجع الفتوى رقم: 6846.
والله أعلم.