الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فطبيعة المكتبات الجامعية أنها تجمع المراجع العلمية في مجالات متعددة، ومن مدارس فكرية مختلفة، بل وملل شتى ليتمكن الطلاب والباحثون من الاطلاع على كافة المناهج الموجودة، وتوثيق أفكارها ونسبتها إلى أصحابها، ومن جملة ذلك علم الاقتصاد، ففيه مدارس واتجاهات كثيرة، منها الصواب، ومنها الخطأ والضلال، وليس الغرض من مثل هذه المكتبات: التعليم وبث الأفكار، بقدر ما هو توفير لأدوات البحث، بغض النظر عن الموافقة أو المخالفة، وإذا كان هذا هو الواقع، فالأصل هو جواز العمل كأمين لمثل هذه المكتبات، مع مراعاة بذل النصح لمن يطالع أو يستعير كتابا فيه مخالفات شرعية، ويتأكد هذا في حال غلبة الظن بجهل المطالع أو المستعير بحال الكتاب، وعدم قدرته على التمييز بين الصواب والخطأ.
والله أعلم.