الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من الجلي أن في هذه الأبيات غلوا وإطراء مذموما لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ـ وهو غني عن ذلك صلى الله عليه وسلم، كمثل قول: وسمعك ليس يحجبه حجابا عزيز العرش تسمع لا عجابا ـ فهذا من الباطل، فالله عز وجل وحده هو الذي أحاط سمعا بكل مسموع، كما قالت عائشة رضي الله عنها: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا في ناحية البيت، تشكو زوجها، وما أسمع ما تقول، فأنزل الله: قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها. أخرجه أحمد، وصححه الحاكم والذهبي.
ونكتفي بهذا المثال على الغلو في هذه الأبيات عن الوقوف عند كل عبارة وتقويمها، فهذا ليس من اختصاص مركز الفتوى، ويشغل عن الإجابة عن الأسئلة الكثيرة التي بين أيدينا، فضلا عن أن كثيرا من عبارات الأبيات غير واضحة، لأنها بلهجة عامية، وقد سبق لنا بيان المشروع والممنوع من المدائح النبوية على صاحبها الصلاة والسلام، في الفتوى رقم: 33989.
وكذلك سبق لنا التحذير من الغلو في هذا الباب، فراجعي الفتويين رقم: 123517، ورقم: 148877.
والله أعلم.