الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالشيطان عدو الإنسان، وهو يعمل بجد واجتهاد، ليل نهار لإضلاله، قال تعالى: قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ، ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ{الأعراف17:16}، ومن هنا حذر الله منه أشد تحذير، فقال: يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ...{الأعراف:27}.
وهو يزرع بذروة الفتنة في القلب، ثم يتعاهدها، ويستدرج المسلم، أو المسلمة إلى المعصية استدراجا؛ ولذا قال تعالى: وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ {البقرة:168}.
فهو قد زين لك أن الأمر مجرد تعارف، يخادعك بذلك، إلى أن أوصلك إلى شيء من العلاقة العاطفية مع هذا الشاب، فأوقعك في خلق من أخلاق الجاهلية، وهو اتخاذ الأخدان، وهم الأخلاء، وقد حرمه الإسلام؛ قال تعالى: مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ {النساء:25}. فإن لم تتداركي الأمر، فيمكن أن يتطور إلى ما هو أشد نكرانا.
والزواج مما يرشد إليه المتحابان، كما في الحديث الذي رواه ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
والرغبة في الزواج، لا تسوغ مثل هذه العلاقة، فالواجب التوبة، وقطع هذه العلاقة، وراجعي شروط التوبة في الفتوى رقم: 5450.
ولا حرج عليك في الدعاء، بأن ييسر الله لك الزواج منه.
والله أعلم.