الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى المعيار الصحيح لاختيار الزوجة، بقوله صلى الله عليه وسلم: ...فاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ. (متفق عليه)
ولا يعني ذلك أنّ اختيار المرأة ذات الجمال أو النسب أو المال أمر مرفوض، وإنما المقصود ألّا يقدم اعتبار شيء من هذا على اعتبار الدين والخلق، قال العظيم أبادي: ويؤخذ منه أن الشريف النسيب يستحب له أن يتزوج نسيبة؛ إلا إن تعارض نسيبة غير دينة وغير نسيبة دينة فتقدم ذات الدين، وهكذا في كل الصفات. عون المعبود - (6 / 31)
وليس من لازم الاختيار الصحيح للزوجة أن يشعر الخاطب نحو المخطوبة بعاطفة حب قوية، وإنما المعتبر حصول القبول بينهما، بل إن مشاعر الحب ليست شرطاً لاستقرار الحياة الزوجية، قال عمر ـ رضي الله عنه ـ: .. فليس كل البيوت تبنى على الحب ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام. كنز العمال (16/555)
فإن كانت خطيبتك صاحبة دين وخلق ووجدت في نفسك قبولاً لها فلا تلتفت للهواجس والأوهام وبادر بزواجها، وأما إن كنت لا تجد في نفسك قبولاً لها فلا حرج عليك في فسخ الخطبة والبحث عن غيرها.
وبخصوص الاستخارة فالراجح عندنا أن العبد يمضي في الأمر الذي استخار فيه ولا يتركه إلا أن يصرفه الله عنه، وانظر التفصيل في الفتوى رقم : 123457.
والله أعلم.