الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في السعي للزواج، ولو لم يكن لديك مال، فالزواج من أفضل القربات، وفيه كثير من المصالح والأغراض الصحيحة التي تستدعي المسارعة إليها، وقد قال الله تعالى: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ {البقرة:148}. قال الشيخ/ ابن باز في فتاويه: المشروع للمرأة والرجل هو الزواج، لما فيه من إحصان الفرج وغض البصر وتكثير النسل وتكثير الأمة، وقد قال الله -عز وجل- في كتابه الكريم: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}. وقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء». وكان صلى الله عليه وسلم ينهى عن التبتل ويأمر بالزواج فيقول: «تزوجوا الودود الولود؛ فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة». اهـ.
والدراسة لا تمنع من الزواج لا شرعًا ولا عادة، هذا بالإضافة إلى أن الزواج المبكر فيه كثير من الميزات التي قد تفوت بتأخير الزواج. ثم إن الزواج من أسباب الغنى بنص الكتاب والسنة، قال تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}. وروى الترمذي، والنسائي، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف".
وإذا تيسر لك الزواج فبها ونعمت، وإلا فاعمل على كل ما يعينك على العفاف والاستقامة على طاعة الله، ويمكنك الاستفادة من التوجيهات المضمنة في الفتاوى التالية أرقامها: 103381، 10800، 12928.
والله أعلم.