الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكونه صلى الله عليه وسلم لم يكن له ظلّ مطلقًا قد استنبط ذلك بعض أهل العلم من بعض الأحاديث؛ جاء في شرح الشفا للملا علي القاري: قال الحلبي: ولعل ابن سبع استنبط من هذا ومن الحديث الذي سأل فيه النبي -صلى الله تعالى عليه وسلم- ربه أن يجعل في جميع أعضائه وجهاته نورًا، وضم ذلك لقوله: واجعلني نورًا، ما قاله من أنه -صلى الله تعالى عليه وسلم- كان من خصائصه أنه كان نورًا، وكان إذا مشى في الشمس أو القمر لا يظهر له ظلّ. والله -سبحانه وتعالى- أعلم. انتهى.
وقد ذكر صاحب سبل الهدى والرشاد نقلاً عن ابن سبع في خصائصه: إن ظله صلى الله عليه وسلم كان لا يقع على الأرض وأنه كان نوراً، وكان إذا مشى في الشمس أو القمر لا يظهر له ظل. وروى الحكيم الترمذي عن ذكوان رحمه الله تعالى قال: لم ير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ظل في شمس ولا قمر. قال الراوي: معناه لئلا يطأ عليه كافر فيكون مذلة له.
وهذا القول لا نعلم دليلاً ثابتاً عليه من السنة وما دام كذلك فلا يلزم القطع به.
والله أعلم.