الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأنت والحال ما ذكرته عن نفسك، على خطر عظيم، وأنت تعرض نفسك لسخط الله، وعقوبته العاجلة والآجلة، وخزيه في الدنيا والآخرة.
فإن ترك الصلاة الواحدة عمدا حتى يخرج وقتها، إثم عظيم، أعظم من الزنى، والسرقة، وشرب الخمر، وقتل النفس بإجماع المسلمين. كما نقل ذلك ابن القيم في أول كتاب الصلاة.
فتخيل أنك والحال ما ذكر، ترتكب في اليوم الواحد خمسة ذنوب، كل واحد منها أعظم من قتل النفس، والزنى، والسرقة والعياذ بالله، بل أنت والحال ما ذكر، كافر، مرتد خارج عن دين المسلمين عند طائفة من أهل العلم، أفترضى لنفسك يا عبد الله أن يكون انتسابك للإسلام محل خلاف بين العلماء؟
ألا فاتق الله، وتب إليه، واستقم على طاعته، وحافظ على الصلوات في أوقاتها؛ فإنك إن لم تفعل، هلكت في الدنيا والآخرة، واعلم أن من يصلي الجمعة، ويترك سائر الصلوات، وإن كان أخف إثما ممن لا يصلي أبدا، لكنه كذلك على خطر عظيم، والله الذي فرض الجمعة وأوجبها على العباد، هو الذي فرض الصلوات الخمس في اليوم والليلة، فواجب عليك طاعته، وامتثال أمره، وألا تتعدى حدوده سبحانه، وألا تتعرض لغضبه؛ فإنه سبحانه إذا غضب لم يقم لغضبه شيء، نسأل الله أن يتوب عليك، ويوفقك لما فيه الخير لك في الدنيا والآخرة.
والله أعلم.