الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كنت أتممت الصوم في جميع الحالات التي ذكرت في بداية السؤال، ولم تقطعيه، فإن صومك صحيح، ولا قضاء عليك، وكونك قد قررت في نفسك أن تقضي ذلك اليوم لا يعتبر عزما على فسخ نية الصوم، وبالتالي فإن قضاء تلك الأيام لم يكن واجبا عليك، وبالنسبة لما ذكرت أنك شعرت بخروجه بسبب الكلام مع زميلاتك فإنه لا يفسد الصوم أيضا، سواء كان منيا أو مذيا، وراجعي الفتوى رقم: 78407.
كما أنه لا يلزمك الغسل منه، لأنك لم تتحققي من نزول المني، والغسل إنما يلزم عند التحقق من خروج المني، والغالب في مثل حالتك أن يكون النازل مذيا.
هذا، ونوصيك بتقوى الله تعالى، وتجنب ما حرمه، وهذا أمر مطلوب من المسلم في كل الأحوال، ويتأكد إذا كان صائما؛ لأن الصوم شرع لتحصيل التقوى، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {البقرة:183}.
والاشتغال بالحرام ـ كالغيبة ونحوها ـ مناف للتقوى، وإن كان لا يفسد الصوم كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 262717.
وبشأن حكم مصافحة ابن تسع سنوات فتوانا رقم: 289651، والفتوى رقم: 149341.
والله أعلم.