الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن للزوجة حقوقا واجبة على زوجها، كما له أيضا حقوق واجبة عليها، قال تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ {البقرة:228}.
ومن حقوق الزوجة على زوجها المعاشرة بالمعروف، والنفقة، والكسوة، والمسكن اللائق.. ولا يجوز للزوج أن يقصر في أي من تلك الحقوق ما دام قادرا على أدائها، وعلى هذا فإنه على زوجك أن يوفر لك السكن اللائق، وأن يصرف عليك وعلى بنته، وأن يعاشرك بالمعروف، فإذا قصر في شيء من ذلك فينبغي أن تناصحيه وتعالجي الأمر معه بحكمة ولين وموعظة تختارين لها الوقت المناسب والأسلوب المناسب لعل الله يغير حاله، وإذا لم ينفع معه أسلوب الحكمة فالقضاء أمامك يمكن أن ترفعي إليه أمرك لينصفك من زوجك ويأخذ لك منه حقوقك، ثم اعلمي أن الأصل أنه لا يجوز خروج المرأة من بيتها إلا بإذن زوجها ويستثنى من ذلك حالات بيناها في الفتوى رقم: 95195.
وراجعي بشأن حكم إرجاع الزوجة دون علمها فتوانا رقم: 274888.
وخلاصة ما سبق: أن الزوج إذا كان مقصرا في أي من الحقوق الواجبة عليه، فلك أن تطالبيه بما يقصر فيه من حق وإذا لم تتمكني من ذلك، فإن شئت صبرت على ذلك الحال ولك الأجر عند الله تعالى، وإن شئت رفعت الأمر للقضاء لأخذ حقوقك أو ليحكم لك بالطلاق.
والله أعلم.