الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهوني عليك أيتها الأخت الكريمة، وأحسني ظنك بربك تعالى، واعلمي أنه سبحانه غفور رحيم، وما دمت قد تبت من هذا الذنب توبة نصوحا كما يظهر من سؤالك، فإن توبتك تمحو عنك أثر ذلك الذنب، وتكونين كمن لم يذنب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه، فدعي عنك هذه الأفكار وأقبلي على ربك تعالى، واجتهدي في عبادته وسليه من فضله الواسع، وهو سبحانه قادر على أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك، وثقي بالله، وأنه سيرزقك الزوج الصالح العفيف الذي يكون فيه الخير لك إن شاء الله، وما فعلته عده الشرع زنى لأنه من مقدماته، لكن ليس هو الزنى الذي يوجب الحد، ولست بذلك زانية، وإن كان ذلك ذنبا بلا شك، ولكن ما دمت قد تبت فإن التوبة تمحو كل الذنوب مهما عظمت كما قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، وأنت والحال ما ذكر من توبتك وحبك للخير وحرصك عليه من الطيبات اللائي يرجى أن يرزقهن الله بالطيبين من أمثالهن، فكفي عن هذه الخواطر، واشتغلي بعبادة ربك، واجتهدي في دعائه، والتقرب إليه، وافعلي الخير ما استطعت؛ فإن ربك شكور حليم.
والله أعلم.