الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن هذا الأثر غير ثابت، ولا يصح إسناده، كما بيناه في الفتوى رقم: 49825.
وعلى فرض صحته: فليست فيه دلالة على أن خالد بن الوليد -رضي الله عنه- يرى طهارة الخمر، بل فيه ما يدل على أنه يرى نجاستها، فإنه لم يرد على عمر -رضي الله عنه- بأن الخمر ليست بنجسة، بل رد عليه بقوله: ( إنا قتلناها، فعادت غسولا غير خمر ) أي أنها قد استحالت، وتخللت، وزال عنها وصف الإسكار، فلم تعد خمرا.
كما قال في أبيات له في تتمة القصة، أخرجها ابن عساكر في تاريخ دمشق:
سهل أبا حفص فإن لديننا شرائع لا يشقى بهن المسهل
أنجست في الخمر الغسول ولا يرى من الخمر تثقيف المحيل المخلل
وهل يشبهن طعم الغسول وذوقه حميا الخمور، والخمور تسلسل
فبين أنها صارت لا تشبه الخمر في الطعم، والذوق، والحمي: أي شدة الخمر.
وعموما، فإن جماهير العلماء على نجاسة الخمر نجاسة حسية، وراجعي في بيان الأقوال، والأدلة في هذه المسألة، الفتاوى ذوات الأرقام الآتية: 112455 ، 79051 ،23146.
والله أعلم.