الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فواضح أنك مبتلاة بالوسوسة، والذي ننصحك به أولًا هو: الإعراض عن الوساوس، وتجاهلها وعدم الالتفات إلى شيء منها، فلا تقطعي الصلاة بعد شروعك فيها، ولا تقطعي الوضوء بعد شروعك فيه، ولا تتركي القراءة لشكك في انتقاض طهارتك، بل استمري في عباداتك، واقهري هذا الوسواس وجاهديه حتى يذهبه الله عنك بمنِّه، وانظري الفتوى رقم: 51601.
وأما شعورك بعدم تقبل عباداتك فهو من وسوسة الشيطان، وإنما يدفعه عنك إحسان الظن بالله، والعلم بأنه تعالى لا يضيع أجر المحسنين، فأحسني ظنك بربك تعالى، وأقبلي عليه، ولا تقنطي من رحمته، واجتهدي في عبادته، وسليه قبول أعمالك الصالحة؛ فإنه سبحانه ذو الفضل العظيم، وأما ذنوبك فعالجيها بالتوبة النصوح إلى الله تعالى، وكلما ألممت بشيء من هذه الذنوب فتداركيه بالتوبة، واعلمي أن الله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وأن الذنب مهما كان عظيمًا فإن عفو الله سبحانه أعظم، ولا حرج عليك في أن تختمي القرآن بالطريقة المذكورة، كما لا حرج عليك كذلك في القراءة وإن لم تفهمي معاني بعض الآيات، وهذا كله من الخير الذي تؤجرين عليه -إن شاء الله-، فاستمري في فعل الخير ولا تمنعك منه هذه الوساوس الشيطانية التي يريد الشيطان أن يبعدك بها عن العبادة ويصدك عن الطاعة.
والله أعلم.