الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلقد هدمت الكعبة بعد الإسلام مرتين, المرة الأولى: هدمها
عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، وذلك لما احترق البيت زمن
يزيد بن معاوية حين غزاه أهل الشام، كما في صحيح
مسلم، ثم أعاد
ابن الزبير رضي الله عنه بناءها على ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يبنيه؛ كما ثبت في الصحيحين وغيرهما من المسانيد والسنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لعائشة رضي الله عنها:
لولا حدثان قومك بالكفر لنقضت الكعبة ولأدخلت فيها الحجر، فإن قومك قصرت بهم النفقة، ولجعلت لها باباً شرقياً وباباً غربياً يدخل الناس من أحدهما ويخرجون من الآخر... فبناها
ابن الزبير رضي الله عنه هكذا بسبب ما أخبرته خالته
عائشة رضي الله عنها.
المرة الثانية: هدمها
الحجاج بعد ما غلب على مكة وأعادها إلى ما كنت عليه قبل بناء
الزبير، وذلك عن أمر الخليفة
عبد الملك بن مروان، ولم يكن بلغه الحديث فلما بلغه حديث
عائشة رضي الله عنها قال:
وددنا أنا تركنا. انتهى.
قال الإمام
ابن كثير في البداية والنهاية:
وقد همّ ابن المنصور المهدي أن يعيدها على ما بناها ابن الزبير واستشار الإمام مالك بن أنس في ذلك فقال: إني أكره أن يتخذها الخلفاء لعبة، هذا يرى رأي ابن الزبير وهذا يرى رأي عبد الملك بن مروان وهذا يرى رأياً أخر. انتهى.
ومن هذا تعلم أن هدمها في المرتين كان للبناء -والله أعلم-، وانظر تتميماً للفائدة الفتويين رقم:
17346، والفتوى رقم:
21784.
والله أعلم.