الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالغيبة منكر شنيع، وأمر محرم، وهي ذكر المسلم بما يكره لو سمعه، وقد ضبطها بعض أهل العلم أنها كل كلام يفهم منه نقصان مسلم.
جاء في تحفة الأحوذي للمباركفوري: قال النووي: اعلم أن الغيبة من أقبح القبائح، وأكثرها انتشارًا في الناس، حتى لا يسلم منها إلا القليل من الناس، وذكرك أخاك بما يكره عام، سواء كان في بدنه، أو دينه، أو دنياه، أو نفسه، أو خلقه، أو ماله، أو ولده، أو والده، أو زوجه، أو خادمه، أو ثوبه، أو مشيه، وحركته، وبشاشته، وعبوسته، وطلاقته، أو غير ذلك مما يتعلق به؛ سواء ذكرته بلفظك، أو كتابك، أو رمزت، أو أشرت إليه بعينك، أو يدك، أو رأسك، ونحو ذلك، وضابطه: أن كل ما أفهمت به غيرك نقصان مسلم، فهو غيبة محرمة، ومن ذلك المحاكاة بأن يمشي متعرجًا، أو مطأطأ، أو على غير ذلك من الهيئات مريدًا حكاية هيئة من ينقصه بذلك. انتهى.
أما غيبة المجهول: كأن تقول عندي صديق بخيل، أو جبان، ولم يفهم الحاضرون تعيين الصديق المذكور؛ فإنه لا يعتبر غيبة. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 18728.
والله أعلم.