الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالدعاء بالرحمة لجميع المسلمين أمر حسن لا حرج فيه، وقد دعا به الأنبياء من قبل، فقال نوح عليه السلام: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ {نوح:28}، وقال إبراهيم عليه السلام: رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ {إبراهيم:41}، وأمر الله به نبيه صلى الله عليه وسلم فقال: وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ {محمد:19}، وحث عليه النبي صلى الله عليه وسلم أمته فقال: من استغفر للمؤمنين، وللمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن، ومؤمنة حسنة. رواه الطبراني، وحسنه الألباني.
وبهذا كله يتبين لك أن الاستغفار لعموم المسلمين، والمؤمنين، والدعاء لهم بالرحمة أمر حسن مشروع، ولا يشكل عليه ما ذكرته؛ لأن من يقضي الله عليه بدخول النار ليعذب ببعض ذنوبه مآله إلى الجنة، وهو حين يدخلها فبرحمة الله تعالى، كما دلت على ذلك نصوص الشفاعة الكثيرة، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 235615.
والله أعلم.