الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن على الفتاة المذكورة أن تتوب إلى الله تعالى مما فعلت من أخذ مال أصحاب الشركة دون علمهم، وعليها أن ترد ما أخذت لأصحابه -ملاك الشركة-، ولا يكفيها أن تتصدق به عنهم ما داموا معروفين لديها، ويمكن إيصال المال إليهم -كما هو الظاهر-؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي وقال: حسن صحيح.
وإذا كانت الآن عاجزة عن ذلك لكونها لا تملك مالًا، فإنه يبقى في ذمتها حتى ترده عندما تقدر على ذلك، أو تستحل أصحاب الحق منه فيبرئونها منه، ويسامحونها.
ولا يبرر فعلتها كون الابن قد وعدها بالزواج، أو وعدها بجعلها الأعلى راتبًا، وأخلف وعده؛ فإنها لا تستحق شيئًا بموجب هذا الوعد، وإنما تستحق ما اتفق عليه معها من راتب.
والله أعلم.