الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإننا نشكرك على حرصك على طاعة الله سبحانه وتعالى، وحزنك على فوات بعض الطاعات، والقربات، ونبشرك أن لك الأجر فيما تقومين به من رعاية لبناتك، واهتمام بزوجك، وإعداد لشؤون بيتك إذا ابتغيت بذلك الأجر من الله سبحانه وتعالى، وهكذا كل الأمور العادية إذا صاحبتها نية العبادة، والتقرب إلى الله، فإنها تصير عبادة يؤجر المرء عليها؛ ولهذا كان يقول أحد السلف: إني لأحتسب نومتي، كما أحتسب قومتي.
ثم إننا ننصحك بمواصلة ما أنت فيه من اهتمام ببناتك، وزوجك، ومنزلك، مع محاولة إيجاد وقت -ولو قصير- لقراءة القرآن، وصلاة ما يتيسر من النوافل، ولو التزمت بورد يومي ثابت، فإن ذلك حسن، ومعين على الاستمرار، كما أن تنظيم الوقت، وتقسيمه معين على الجمع بين أعباء المنزل والقيام بما تريدين من قربات، وإذا كنت تحفظين شيئًا من القرآن فإنك تستطيعين قراءته أثناء قيامك بالأمور التي لا تتنافى معه، كالطبخ، ونحو ذلك، ومثل هذا الأذكار، والأدعية المختلفة، والتي جاء في شأنها الفضل الكثير، والأجر الجزيل، فإن الإتيان بها لا يتناقض مع القيام بأعباء المنزل المختلفة.
وعلى أية حال: فإن التوازن، والاعتدال في الحياة، وإعطاء كل ذي حق حقه من هدي النبوة، وعلى هذا النهج ينبغي أن يسير المسلم في حياته، فيؤدي ما عليه من حقوق لربه أولًا، ثم لزوجه، ولأولاده، ولكل ذي حق..
وينبغي أن لا ينسى نفسه من النوافل، والقربات، ومختلف الطاعات بالقدر الذي لا يؤثر على القيام بالحقوق الواجبة عليه، وبذلك يسعد في الدنيا، والآخرة، وراجعي الفتويين رقم: 73825، ورقم: 51169.
والله أعلم.