الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فتكفير المعاصي يكون بالتوبة إلى الله تعالى منها، فتوبا إلى الله مما اقترفتما، فإن الزنا من أقبح الآثام، قال الله تعالى: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً {الاسراء:32}، وفي الصحيحين، وغيرهما من حديث أبي هريرة، وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن.. الحديث.
ثم بعد التوبة لكما أن تتزوجا زواجًا مستكمل الشروط، أما زواجكما على نحو ما ذكر، فهو زواج باطل، كما جاء في الحديث: أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهَا، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَإِنْ دَخَلَ بِهَا، فَالْمَهْرُ لَهَا بِمَا أَصَابَ مِنْهَا، فَإِنْ تَشَاجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِي مَنْ لاَ وَلِي لَهُ. رواه أبو داود، وغيره، وصححه الألباني. وإلى معناه ذهب الجمهور.
ونصيحتنا أن لكما أن تتوبا إلى الله أولًا، ثم تفسخا هذا العقد الذي وقع دون الولي، ثم إذا أردتما أن تتزوجا من جديد، فليكن ذلك بولي، وانظري الفتوى رقم: 117892.
والله أعلم.