الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن كنت تعني أن الصلاة تفوتك في المسجد، ولكن تصليها في البيت في وقتها، فلا شك أن هذا مدعاة للحزن؛ لما فيه من فوات أجر الجماعة، وأجر الخطا إلى المسجد، وأجر انتظار الصلاة، واستغفار الملائكة، وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن صلاة الجماعة في المسجد واجبة. وحزنك دليل على إيمانك -إن شاء الله تعالى-، ولكن الحزن وحده لا يكفي، بل ينبغي لك أن تجتهد في الذهاب للمسجد، وتبذل الأسباب المعينة عليه، ولو صدقت الله تعالى فستجد التوفيق والعون منه -عز وجل-، وما صدقَ عبدٌ اللهَ إلا وفقه وكان في عونه.
وإن كنت تعني أنك تنام عن الصلاة حتى يخرج وقتها، فهذا أشد وأدعى للحزن، ويجب عليك أن تبذل الأسباب المعينة على الاستيقاظ، وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى وجوب الأخذ بأسباب الاستيقاظ، وأن النائم إذا قصر في ذلك لحقه الإثم وتعرض للوعيد، كما بيناه في الفتوى رقم: 119406، ولا تكتفي بوضع المنبه، بل أوص من أهلك أو أصدقائك من يوقظك للصلاة.
والله تعالى أعلم.