الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتعاون بين الزوجين في أمور الحياة من الأمور الطيبة ومما تتحقق به السعادة في الحياة الزوجية، والتي يحرص الشيطان على تكدير صفوها، ونشر الكراهية بين الزوجين، والسعي في التفريق بينهما، روى مسلم عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته ، قال: ـ فيدنيه منه ويقول نعم أنت». فينبغي تفويت الفرصة على الشيطان والحيلولة دون حدوث شيء من ذلك، والاجتهاد في أمر التوفيق بين الوالدين ومحاولة إقناع الأب بإثبات نصيب الأم إن ثبت أنها دفعت إليه مالا وساهمت في بناء هذا البيت ولم تكن متبرعة بذلك.
وأما الاحتيال على الأب في أمر هذه العقود ودفعها بعد ذلك للأم فإنه قد يؤدي إلى سخطه لو قدر اطلاعه على هذا الأمر، وفي هذا نوع من العقوق، ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 285880، ففيها كلام أهل العلم في ضابط العقوق.
والله أعلم.