الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنهنئك أولًا على ما أنعم الله -عز وجل- عليك من نعمة الهداية إلى الطريق القويم، ونوصيك بالحرص على العلم النافع والعمل الصالح، وبمصاحبة الأخيار واجتناب الفجار، وكل ما يعينك على الثبات والاستقامة، وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 1208، 10800، 12928.
ونوصيك أيضًا بالتسبب في هداية أهلك بالدعاء لهم بخير، فالهداية بيد رب العالمين، قال سبحانه: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ {الأنعام:125}، وروى مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء». ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك ». وحاول أن تسلط عليهم بعض أهل العلم والفضل عسى أن يستجيبوا لقولك.
وإذا كانت هذه الفتاة ذات دين وخلق فلا ينبغي لوالديك منعك من الزواج منها، فمثلها مَن أرشد الشرع إلى الزواج منها؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك". ولا تيأس في سبيل إقناعهم، وتوسط إليهما بأهل الخير، فإن وافقا فالحمد لله، وإن رفضا فالأصل أن تطيعهما إلا إذا خشيت على نفسك ضررًا بعدم الزواج منها، وراجع الفتوى رقم: 93194.
وعلى كلٍّ؛ فهذه الفتاة قبل أن تعقد عليها أجنبية عنك؛ لا يجوز لك الاختلاء بها، ولا النظر إليها، ولتحذر من الشيطان وكيده.
وتعامل أبيك بالربا إن كان المقصود به أنه يرابي أي يأخذ فوائد على ماله؛ فهذه الفوائد محرمة، لا يجوز الانتفاع بها، ولكن يجوز لكم مع الكراهة الانتفاع من ماله المختلط فيه الحلال بالحرام. وانظر الفتوى رقم: 16295.
وإن كان المقصود أنه يقترض بالربا فهو آثم بذلك، ويجوز الانتفاع بالمال المقترض؛ لأن الدَّين تعلق بذمته لا بعين المال، وراجع الفتوى رقم: 53813.
والله أعلم.