الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى المغفرة لزوجك وأن يتقبله شهيدا وأن يجعلنا وإياه من ورثة الفردوس هم فيها خالدون، وأحسن الله عزاءك فيه، واصبري واحتسبي، قال تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ {البقرة: 155ـ 156}.
وينبغي للزوجة أن تراعي حق زوجها وحق والديها، فتعطي كل ذي حق حقه، ولو قدر أن تعارضا، فحق زوجها مقدم على حق والديها، كما علمت، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى رقم: 19419.
وإن كنت تجهلين هذا الحكم، فلا إثم عليك في مخالفته، فقد قال الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}. وقال سبحانه: رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا {البقرة:286}.
وثبت في صحيح مسلم: أن الله تعالى قال: قد فعلت.
فهوني على نفسك ولا تهلكيها بالتفكير في هذا الموضوع، وأقبلي على طاعة ربك، وقد جاء الشرع بالنهي عن تمني الموتى، وبدلا من ذلك أكثري من عمل الصالحات والعمل بما يدخل الجنات، وراجعي في حكم تمني الموت الفتوى رقم: 63509.
والمرأة تكون في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا، وانظري الفتوى رقم: 19824.
وفي الختام ننصحك بعدم الإعراض عن الزواج واقبلي من يتقدم لك ممن يرضى دينه وخلقه.
والله أعلم.