الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من أسباب تقوية الفهم: كثرة النظر والتأمل، والتمارين، مع الحرص على التمسك بتقوى الله، والإكثار من الذكر والاستغفار والدعاء؛ قال الشيخ/ بكر أبو زيد في حلية طالب العلم (ص: 181): وكان شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- كثيرًا ما يقول في دعائه إذا استعصى عليه تفسير آية من كتاب الله تعالى: اللهم يا معلم آدم وإبراهيم، علمني، ويا مفهم سليمان، فهمني. فيجد الفتح في ذلك. اهـ.
وقال العلامة الشيخ/ محمد الحسن الددو: الفهم قسمان:
- قسم فطري خلقي؛ فالقرائح يخلقها الله كما يخلق أبدان الناس، فيركب في كل إنسان منها ما شاء.
- والقسم الثاني: مكتسب؛ فالإنسان بربطه بين المعلومات بتسلسلها، ومجالسته للناس، وازدياده من العلم يزداد فهمًا فيه ...
وجانب الفهم المكتسب يزيده التعبد لله -سبحانه وتعالى-؛ فالإكثار من ذكر الله يزيد البصيرة نورًا، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: إنه لتستغلق عليّ المسألة فأجلس وأذكر الله فتفتح لي. وكان يجلس فيكثر من الاستغفار إكثارًا شديدًا، ويقول: يا معلم داود، علمني، ويا مفهم سليمان، فهمني. فيسهل ما استغلق عليه من المسائل. فهذا الفهم المكتسب من أسبابه: التعلم، والمراجعة، والمذاكرة، ومجالسة أهل العلم، والتطبيق للمسائل العلمية. اهـ.
والله أعلم.