الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالعفو عن المسيء، ثوابه عظيم, سواء قدر المظلوم على الانتقام أم لا, لكن العفو مع القدرة على الانتقام، أعظم ثوابا.
جاء في مدارج السالكين لابن القيم: والمعنى: إن غفرت لهم، فمغفرتك تكون عن كمال القدرة والعلم. ليست عن عجز عن الانتقام منهم، ولا عن خفاء عليك بمقدار جرائمهم، وهذا لأن العبد قد يغفر لغيره، لعجزه عن الانتقام منه. ولجهله بمقدار إساءته إليه. والكمال: هو مغفرة القادر، العالم. انتهى.
وفي فتاوى الشيخ ابن عثيمين: وأما العفو الذي لا يكون مع قدرة، فقد يمدح، لكنه ليس عفوًا كاملًا، بل العفو الكامل ما كان عن قدرة. انتهى.
وبناء على ما سبق, فإنما صدر منك يعتبر عفوا, والعفو مع عدم القدرة على الانتصار، يعتبر كذلك عفوا, لكنه دون العفو مع القدرة على أخذ الحق من الظالم.
ولا يشترط في العفو أن يكون بعد الإساءة مباشرة.
وراجعي المزيد عن هذا الموضوع, وذلك في الفتوى رقم: 255238.
والله أعلم.