الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلنبدأ أولا بما ذكرت من معارضة أهلك للزواج من هذه المرأة، فإن كان المقصود أن والديك يعارضان زواجك منها، فالأصل أنه يجب عليك طاعتهما وترك الزواج منها؛ لأن طاعتهما في المعروف واجبة، وزواجك من هذه المرأة بعينها، ليس بواجب. وهذا ما لم تكن ثمة مصلحة راجحة، وتجد التفصيل في الفتوى رقم: 93194.
وإذا تزوجت هذه المرأة، فمن حقك الامتناع من سكنى ابنها من غيرك في بيتك، ولكن ليس من حقك أن تمنعها من رؤيتها له، أو زيارته لها بالمعروف، فقد نص فقهاء المالكية على أنه يقضى للصغار بزيارة أمهم كل يوم، وللكبار مرة في الأسبوع.
قال خليل في مختصره: وقضي للصغار كل يوم، وللكبار في الجمعة كالوالدين، ومع أمينة إن اتهمهما.
قال الخرشي شارحا: يعني أن أولاد المرأة إذا كانوا صغارا، فإنه يقضى لهم بالدخول على أمهم في كل يوم مرة؛ لتتفقد أمهم حالهم، وإن كانوا كبارا فإنه يقضى لهم بالدخول إليها في كل جمعة مرة واحدة. اهـ.
ولا يجوز لها قطيعة ابنها، وإلا أثمت، ولا يجوز لك أن تطلب منها ذلك؛ فإن في هذا حثا لها على قطيعة الرحم، وهي كبيرة من كبائر الذنوب، والله عز وجل يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.
وإذا خشيت أن يكون هذا الأمر مثارا للنزاع مستقبلا، فالأولى بك أن تبحث عن غيرها، خاصة وأن السنة النبوية جاءت بالحث على الزواج من الأبكار، وراجع النصوص الدالة على ذلك في الفتوى رقم: 100258.
والله أعلم.