الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الواقع ما ذكر من أن أهل هذه الفتاة يسيئون معاملتها فلا شك في أنهم مخطئون، ولا سيما ما ورد بالسؤال من كون خالها قد زنى بها، فزنا المحارم من أخطر أنواع الزنا.
وعلى كلٍّ؛ ينبغي أن يناصح أهلها، ويذكروا بالله -عز وجل- ويبين لهم أن في مثل هذه المعاملة نوعًا من قطيعة الرحم، وأعظِم بها من جريمة تراجع بخصوصها الفتوى رقم: 13912.
وليس من حق أهلها إرغامها على الزواج ممن لا ترغب فيه زوجًا، ولتحاول إقناعهم بعدم رغبتها فيه، ولتشفع إليهم بالمقربين إليهم ومن يرجى استجابتهم لكلامهم؛ فإن أصروا على تزويجها منه فلترفع أمرها إلى القاضي الشرعي ليزيل عنها الضرر ويزوجها بمن تحب. وراجع الفتوى رقم: 3804. وهذا من جهتها هي.
ومن جهتك أنت: فقد أخطأت بحثِّها على الهروب من أهلها، ولا يجوز لك أن تتزوجها بغير إذن وليها، وإن منعها وليها فقد علمت أن من يزوجها هو السلطان أو من ينوب عنه.
وإذا لم يتيسر لك الزواج منها فاقطع علاقتك بها، فلا يجوز للمسلم أن يكون على علاقة بامرأة أجنبية عنه، وابحث عن غيرها من الصالحات لتتزوجها، وراجع الفتوى رقم: 30003.
والله أعلم.