الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزادك الله حرصًا على الخير ورغبة فيه، وما تنوي أن تفعله أمر حسن نرجو أن يكتب الله لك به الأجر، وقد بيّنّا في الفتوى رقم: 122812 أن تمكين الكافر من الاطلاع على بعض الآيات مع تفسيرها من أجل دعوته إلى الله ونحو ذلك مما لا بأس به، ولا إثم عليك أنت إذا فعل الكفار بهذه الأوراق ما لا يجوز، بل التبعة عليهم هم، والعقوبة لاحقة لمن فعل ذلك، كما لحقت كسرى حين مزق كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم-.
قال الشيخ/ ابن باز -رحمه الله-: ولا يجوز لمن يتسلم البطاقة التي فيها ذكر الله أو آية من القرآن أن يلقيها في المزابل أو القمامات أو يجعلها في محل يرغب عنه، وهكذا الجرائد وأشباهها لا يجوز امتهانها، ولا إلقاؤها في القمامات، ولا جعلها سفرة للطعام، ولا ملفًا للحاجات؛ لما يكون فيها من ذكر الله -عزّ وجل-، والإثم على مَنْ فعل ذلك، أمّا الكاتب فليس عليه إثم. انتهى.
ولو أمكن أن تكتب تنبيهًا على ضرورة احترام تلك الأوراق وعدم امتهانها وإلقائها في القمامة لكان حسنًا.
وعلى كل حال؛ فإن تلك المفسدة المتوهمة لا تقاوم المصلحة العظيمة المرجوة من دعوة الكفار وتبليغهم الدين وإقامة حجة الله عليهم.
والله أعلم.