الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فههنا أمران:
أولهما: أنك إن كنت تشكين في خروج الريح، فالأصل عدم خروجه، ولا تحكمي بأنه قد خرج منك الريح إلا إذا حصل لك بذلك اليقين الجازم الذي تستطيعين أن تحلفي عليه، وإذا كان شعورك بخروج الريح مجرد شك، فلا تلتفتي إليه، ولا تعيريه أي اهتمام، خاصة أنك مصابة بالوسوسة، كما هو واضح، وانظري لبيان كيفية علاج الوساوس الفتوى رقم: 51601
والأمر الثاني: وهو أنه على تقدير صحة ما ذكرت، وأن الريح يخرج منك مضطربًا، أي غير منتظم، فحكمك- والحال هذه- حكم صاحب السلس، تتوضئين لكل صلاة بعد دخول وقتها، وتصلين بهذا الوضوء ما شئت من الفروض والنوافل حتى يخرج ذلك الوقت، وقد بينا أن المصاب بالحدث الدائم إن كان حدثه ينقطع تارة، ولا ينقطع أخرى، ويتقدم وقت انقطاعه تارة، ويتأخر أخرى، فحكمه حكم صاحب السلس يتوضأ لكل صلاة، وذلك في الفتوى رقم: 136434، فانظريها.
وبهذا الذي قررناه يزول عنك كل إشكال، ويرتفع الحرج إن شاء الله.
والله أعلم.