الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت زوجتك قد خلعت النقاب لمجرد رغبتك في الزواج من ثانية، فقد أخطأت بذلك خطأ بينا؛ فالله عز وجل قد أباح للرجل الزواج من ثانية إن كان قادرا على العدل كما قال تعالى: فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً{النساء:3}، ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 2286، وتغطية المرأة وجهها واجب على الراجح من أقوال الفقهاء كما بينا في الفتوى رقم: 4470، فلا يجوز لها التفريط فيه لغير عذر شرعي.
فنوصيك بالصبر عليها، والدعاء لها أن يصلح الله تعالى حالها، خاصة وأنها عندها شيء من الدين والخلق، واحرص على تحري الحكمة في أمر الزواج من ثانية، فلا تلجأ إليه إلا إذا ترجحت مصلحته، فإن خشيت أن يترتب عليه تشتت شمل أسرتك فالأولى تركه، وإذا وجدت فيها من الطباع ما تكره، فقد يكون فيها أضعاف ذلك من الصفات الحسنة، ولذا جاء في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبى هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضى منها آخر». قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: أي ينبغي أن لا يبغضها، لأنه إن وجد فيها خلقا يكره وجد فيها خلقا مرضيا، بأن تكون شرسة الخلق لكنها دينة أو جميلة أو عفيفة أو رفيقة به أو نحو ذلك. اهـ. وإذا كنت لا تحبها في كثير من الأحيان فليس على الحب وحده تبنى البيوت كما قال عمر ـ رضي الله عنه، فهنالك كثير من المصالح التي ينبغي أن تكون محل اعتبارك ومنها وجود هؤلاء الأولاد.
وما ذكرت من أمر تأثرها بالآخرين على وجه يضر، أو النوم والخمول، فيمكن معالجة ذلك بالتناصح والتفاهم برفق ولين، وكذلك الحال بالنسبة للدراسة.
والله أعلم.