الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاستخارة مندوب إليها في الأمور المباحة التي لا يتبين فيها وجه الصواب من الخطأ، وقد تكلّم العلماء فيما يعتمده العبد بعد الاستخارة، هل هو انشراح الصدر وتيسّر الأمر؟ أم أنه يمضي في الأمر ولا يتركه إلا أن يصرفه الله عنه. والراجح عندنا: أنّه يمضي في الأمر ولا يتركه إلا أن يصرفه الله عنه. وانظري الفتوى رقم: 123457.
وعليه؛ فإذا استخرت فافعلي ما بدا لك سواء انشرح صدرك له أم لا، وليس من الضروري رؤية علامات أو أمارات في هذا الصدد، لكن ما ستقررين فعله ستكون عاقبته خيرًا لك -إن شاء الله-.
وما دام زوجك عقيمًا فيسوغ لك طلب الطلاق أو الاختلاع منه لما يلحقك من ضرر بسبب ذلك. وانظري الفتوى رقم: 106350.
وإذا صبرت على ذلك، وعاشرت زوجك بالمعروف، فلك -بإذن الله- الأجر العظيم، فإن عاقبة الصبر والتقوى الفلاح في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ... إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف: 90}.
فانظري في الأمر، وقرري ما ترينه بعد الاستشارة والاستخارة، واطلبي من الله العون، واعتمدي عليه، وفوضي أمرك إليه، ووطني نفسك على الرضا التامِّ والتسليم بما سيختاره لك ربك ويقدره؛ فهو سبحانه العليم بعواقب الأمور كلها، الحكيم في أفعاله ومقاديره، والرحيم بعباده، لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه.
ونسأل الله تعالى أن يلهمك الصواب وسداد الرأي، وأن يرزقك الذرية الصالحة.
والله أعلم.